الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (10)

ثم قال تعالى{[53285]} : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } أي أصبح فارغا من كل شيء سوى ذكر موسى . قاله{[53286]} ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك{[53287]} وقال ابن زيد{[53288]} : معناه أصبح فارغا من الوحي الذي قال لها{[53289]} الله فيه : { لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك }[ 6 ] ، فحزنت عليه وخافت . قال{[53290]} : جاءها{[53291]}إبليس فقال : يا أم موسى : كرهت أن يقتل فرعون موسى ، فيكون لك أجره ، وثوابه ، وتوليت قتله ، وألقيته في البحر وغرقته{[53292]} .

قال{[53293]} الحسن : أصبح فارغا من العهد الذي عهد إليها والوعد الذي وعدت أن يرد عليها ابنها ، فنسيت ذلك كله ، حتى كادت أن تبدي به لولا أن ربط الله على قلبها بالصبر لأبدت{[53294]} به .

قال ابن إسحاق{[53295]} : كانت أم موسى ترجع إليه حين ألقته في البحر ، هل تسمع له بذكر حتى أتاها الخبر بأن فرعون أصاب الغداة{[53296]} صبيا في النيل في التابوت ، فعرفت القصة ، ورأت أنه قد{[53297]} وقع في يدي عدوه الذي{[53298]} فرت به منه ، فأصبح فؤادها فارغا من عهد الله جل ثناؤه إليها فيه ، قد أنساها{[53299]} عظيم البلاء ، ما كان من العهد عندها من الله فيه{[53300]} .

قال ابن زيد : { إن كادت لتبدي به }[ 9 ] ، أي بالوحي .

وقال ابن عباس : كادت تقول : وابناه . وكذلك قال قتادة{[53301]} .

قال أبو عبيدة{[53302]} : فارغا من الحزن لما علمت أنه لم يغرق .

قال السدي : لما أخذ ثديها في الرضاع كادت{[53303]} تقول : هو ابني ، فعصمها الله .

وعن ابن{[53304]} عباس : أن معناه : أصبح فؤاد أم موسى فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى ، كادت أن تخبر به ، فتقول{[53305]} : الذي وجدتموه في التابوت هو ابني{[53306]} ، ونسيت ما وعدها الله به{[53307]} أنه يرده عليها ، فثبتها الله ، وربط على قلبها بالصبر ، حتى رجع إليها كما وعدها الله .

وروى ابن وهب ، وابن القاسم عن مالك : أنه قال : فارغا هو ذهاب العقل في رأيي{[53308]} ، يقول{[53309]} الله تعالى{[53310]} : { لولا أن ربطنا على قلبها }[ 9 ] .

وعن ابن عباس : إن كادت لتبدي به ، قال : إن كادت لتقول : يا بنياه{[53311]} .

وقال زيد بن أسلم : فارغا من الوحي الذي أوحى الله إليها حين أمرها أن تلقيه في البحر .

وقال الأخفش{[53312]} : لتبدي به بالوحي ، كقول ابن زيد{[53313]} .

وقوله : { لولا أن ربطنا على قلبها }[ 9 ] ، أي عصمناها من إظهار خبره .

وقال قتادة : ربطنا على قلبها بالإيمان لتكون من المؤمنين{[53314]} .


[53285]:"تعالى" سقطت من ز.
[53286]:ز: قال.
[53287]:ابن جرير20/35-36.، وابن كثير5/267، والدر20/394.
[53288]:انظر: ابن جرير20/36.
[53289]:"لها" سقطت من ز.
[53290]:"قال" سقطت من ز.
[53291]:ز: فجاءها.
[53292]:ز: وغرقته.
[53293]:ز: وقال.
[53294]:ابن جرير20/36.
[53295]:ابن جرير20/36-37.
[53296]:ز: الغدات.
[53297]:"قد" سقطت من ز.
[53298]:بعده في ز: قد.
[53299]:ز: أنساه.
[53300]:"فيه" سقطت من ز.
[53301]:ابن جرير20/37، وانظر التوجيه في ابن كثير5/267.
[53302]:انظر: مجاز القرآن 2/98.
[53303]:بعده في ز: أن.
[53304]:ابن جرير20/35-36، وابن كثير5/267.
[53305]:ز: فيقول: لولى.
[53306]:ز: ابن.
[53307]:"به" سقطت من ز.
[53308]:ز: رأي.
[53309]:ز: لقول الله.
[53310]:"تعالى" سقطت من ز.
[53311]:ابن جرير20/37.
[53312]:انظر: معاني الأخفش 2/652.
[53313]:ابن جرير20/36.
[53314]:ابن جرير20/38.