ثم قال تعالى{[53285]} : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } أي أصبح فارغا من كل شيء سوى ذكر موسى . قاله{[53286]} ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك{[53287]} وقال ابن زيد{[53288]} : معناه أصبح فارغا من الوحي الذي قال لها{[53289]} الله فيه : { لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك }[ 6 ] ، فحزنت عليه وخافت . قال{[53290]} : جاءها{[53291]}إبليس فقال : يا أم موسى : كرهت أن يقتل فرعون موسى ، فيكون لك أجره ، وثوابه ، وتوليت قتله ، وألقيته في البحر وغرقته{[53292]} .
قال{[53293]} الحسن : أصبح فارغا من العهد الذي عهد إليها والوعد الذي وعدت أن يرد عليها ابنها ، فنسيت ذلك كله ، حتى كادت أن تبدي به لولا أن ربط الله على قلبها بالصبر لأبدت{[53294]} به .
قال ابن إسحاق{[53295]} : كانت أم موسى ترجع إليه حين ألقته في البحر ، هل تسمع له بذكر حتى أتاها الخبر بأن فرعون أصاب الغداة{[53296]} صبيا في النيل في التابوت ، فعرفت القصة ، ورأت أنه قد{[53297]} وقع في يدي عدوه الذي{[53298]} فرت به منه ، فأصبح فؤادها فارغا من عهد الله جل ثناؤه إليها فيه ، قد أنساها{[53299]} عظيم البلاء ، ما كان من العهد عندها من الله فيه{[53300]} .
قال ابن زيد : { إن كادت لتبدي به }[ 9 ] ، أي بالوحي .
وقال ابن عباس : كادت تقول : وابناه . وكذلك قال قتادة{[53301]} .
قال أبو عبيدة{[53302]} : فارغا من الحزن لما علمت أنه لم يغرق .
قال السدي : لما أخذ ثديها في الرضاع كادت{[53303]} تقول : هو ابني ، فعصمها الله .
وعن ابن{[53304]} عباس : أن معناه : أصبح فؤاد أم موسى فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى ، كادت أن تخبر به ، فتقول{[53305]} : الذي وجدتموه في التابوت هو ابني{[53306]} ، ونسيت ما وعدها الله به{[53307]} أنه يرده عليها ، فثبتها الله ، وربط على قلبها بالصبر ، حتى رجع إليها كما وعدها الله .
وروى ابن وهب ، وابن القاسم عن مالك : أنه قال : فارغا هو ذهاب العقل في رأيي{[53308]} ، يقول{[53309]} الله تعالى{[53310]} : { لولا أن ربطنا على قلبها }[ 9 ] .
وعن ابن عباس : إن كادت لتبدي به ، قال : إن كادت لتقول : يا بنياه{[53311]} .
وقال زيد بن أسلم : فارغا من الوحي الذي أوحى الله إليها حين أمرها أن تلقيه في البحر .
وقال الأخفش{[53312]} : لتبدي به بالوحي ، كقول ابن زيد{[53313]} .
وقوله : { لولا أن ربطنا على قلبها }[ 9 ] ، أي عصمناها من إظهار خبره .
وقال قتادة : ربطنا على قلبها بالإيمان لتكون من المؤمنين{[53314]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.