الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَٰيَٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنۡ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَيۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (12)

ثم قال تعالى : { وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا } أي : كونوا على ما نحن عليه من الكفر { ولنحمل خطاياكم } إن بعثتم وجوزيتم ، فنحن نحمل/ آثام خطاياكم عنكم .

وذلك قول الوليد بن المغيرة{[54403]} : قال للمؤمنين : كونوا على ما نحن عليه من الكفر ونحن نحمل خطاياكم{[54404]} .

قيل : هو من الحمالة وليس من الحمل على الظهر{[54405]} . فالمعنى اتبعوا ديننا ونحن نضمن عنكم كل ما يلزمكم من عقوبة ذنب ، وما هم بحاملين : أي : بضامنين ذلك .

وقيل ذلك قول كفار قريش لمن آمن منهم : أنكروا البعث والجزاء فقالوا للمؤمنين أنكروا ذلك كما ننكره نحن ، فإن بعثتم وجوزيتم فنحن نحمل عنكم خطاياكم{[54406]} .

قال الله تعالى : { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون } في قولهم .


[54403]:هو الوليد بن المغيرة المخزومي. من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش وهو والد خالد بن الوليد، انظر: جمهرة أنساب العرب 144. والكامل لابن الأثير 2/ 71، والأعلام 9/ 122.
[54404]:انظر: المحرر الوجيز 12/ 206، والجامع القرطبي 13/ 331
[54405]:انظر: الجامع للقرطبي 13/ 331
[54406]:هو قول مجاهد في جامع البيان 20/ 134، وتفسير مجاهد 534.