ثم قال { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } أي : وصيناه أن يفعل حسنا .
وقيل : في وصينا مضمر مكرر ناصب لحسن{[54372]} .
وقيل : التقدير : ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن{[54373]} .
ومن قرأ " إحسانا " {[54374]} فمعناه أن يحسن إحسانا{[54375]} .
ثم قال تعالى : { وإن جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعهما } أي : خالفهما في ذلك .
{ إلي مرجعكم } أي : معادكم فأخبركم بأعمالكم في الدنيا من صالح وسيء ، ثم أجازيكم عليها .
روي أن هذه الآية نزلت بسبب سعد بن أبي وقاص{[54376]} لما هاجر قالت أمه{[54377]} : والله لا يظلني ظل بيت حتى يرجع ، فأمره الله بالإحسان إليها ، وأن لا يطيعها في الشرك{[54378]} .
وقيل : نزلت في عياش ابن أبي ربيعة كان قد هاجر مع عمر رضي الله عنه حتى وصل المدينة ، فخرج أبو جهل بنو هشام{[54379]} والحارث بنو هشام{[54380]} وهما أخوا عياش لأم وأمهم{[54381]}امرأة من بني تميم{[54382]} ، فلما وصلا إلى المدينة قبل الهجرة النبي صلى الله عليه وسلم قالا لعياش : ألست تزعم أن من دين محمد صلة الرحم وبر الوالدين ، وقد جئناك ونحن/ إخوتك وبنو عمك ، وأن أمنا قالت ألا تطعم طعاما ولا تأوي بيتا حتى تراك وقد كانت لك أشد حبا منا ، فاخرج معنا حتى ترضي والدتك ، ففي رضاها رضى ربك ورضا محمد ، ومع هذا تأخذ مالك . واستشار عمر فقال : هم يخدعونك ويمكرون بك . ومعي مال ، ولك الله علي عز ةجل ، إن أقمت معي ولم ترجع عن هجرتك أن أقسم مالي بيني وبينك نصفين ، فما زالوا به حتى أطاعهم وعصى عمر ، فقال له عمر : أما إذا عصيتني فخذ ناقتي ، فليس في الدنيا بعير يلحقها ، فإن رابك منهم أمر فارجع ، فمضى معهم حتى أتي البيداء فقال أبو جهل لعياش : إن ناقتي قد كلت فاحملني معك ، قال له : نعم ، قال : فأنزل حتى أوطئ{[54383]} لنفسي ولك ، فلما سار معهم في الأرض وهم ثلاثة كان معهم الحارث بن يزيد العامري{[54384]} شدوه وثاقا ، ثم جلده كل واحد منهم مائة جلدة ، ثم ذهبوا به إلى أمه ، فقالت له : والله لا تزال في العذاب حتى ترجع عن دين محمد فأنزل الله تعالى : { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما }{[54385]} الآيات{[54386]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.