الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ} (167)

قوله : ( وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ) [ 167 ] يعني به عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه الذين رجعوا من خلف رسول الله عليه السلام( {[11178]} ) حين خرج إلى أحد فقال لهم المسلمون حين رأوهم راجعين : تعالوا قاتلوا المشركين معنا أو ادفعوا بتكثير سوادنا ( قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ ) إنكم تقاتلون لسرنا معكم ، ولكن لا نرى أن يكون بينكم وبين القوم قتال فأظهروا من كلامهم ما ليس يعتقدون ، وكان عبد الله بن أبي بن سلول انخذل( {[11179]} ) عن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحد بنحو ثلث الناس ، واتبعهم عبد الله بن عمرو ابن حزام وهو يقول : يا قوم ، أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم ، وقومكم فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ، ولكن لا نرى( {[11180]} ) أن يكون قتالاً( {[11181]} ) فلما استعصوا عليه ، وأبوا إلا الانصراف عنهم قال : أبعدكم الله ، وسيغني الله عنكم ، ومضى مع النبي صلى الله عليه وسلم( {[11182]} ) .

[ وقال السدي : رجع ] عبد الله( {[11183]} ) بن أبي " بن سلول " ( {[11184]} ) من وراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة( {[11185]} ) .

( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) أي : يعلم ما يكتمون من النفاق ، وأن قولهم خلاف ما يسرون .


[11178]:- (ج): صلى الله عليه وسلم.
[11179]:- انخذل عنه أي: ترك نصرته وعونه، انظر: اللسان (خذل) 11/202.
[11180]:- (أ): "ولكن نرى".
[11181]:- كذا في كل النسخ وهو خطأ صوابه قتال لأن كان هنا تامة.
[11182]:- انظر: كتاب المغازي 1/325 وسيرة ابن هشام 2/64.
[11183]:- ساقط من (د).
[11184]:- ساقط من (ج).
[11185]:- انظر: جامع البيان 4/168.