الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (170)

قوله( {[11211]} ) : ( وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِم ) أي : يفرحون بهم وبكونهم( {[11212]} ) على الجهاد في ذات الله عز وجل ، وأنهم إن قتلوا نالوا من الكرامة مثلما نال هؤلاء .

وقال ابن اسحاق : ( وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم ) أي : يفرحون بهم إذا لحقوهم( {[11213]} ) على ما تركوهم عليه من جهاد عدوهم فهم شهداء مثلهم لا خوف عليهم ولا حزن( {[11214]} ) .

وروي( {[11215]} ) أنهم يقول بعضهم لبعض : تركنا إخواننا فلاناً وفلاناً يقاتلون العدو ، فيقتلون إن شاء الله ، فيصيبون من الرزق والكرامة والأمن ما لنا .


[11211]:- انظر: أسد الغابة 1/307.
[11212]:- (أ): ويكونهم.
[11213]:- (ج): لحقوا بهم.
[11214]:- انظر: جامع البيان 4/175.
[11215]:- عزاه الطبري لابن جريج في جامع البيان 4/174.