قوله ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ ) أي : من أي وجه( {[9889]} ) وأنا كبير( {[9890]} ) ( وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ) أي : بلغته ( وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ) .
والعلة التي من أجلها سأل زكريا فقال( {[9891]} ) : ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ ) فإنه روي أنه لما سمع نداء الملائكة بالبشارة أتاه الشيطان فقال : إن الصوت الذي سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان ، فسأل عندما لبس عليه ليتثبت لا على طريق الإنكار بقدرة الله ولا لاعتراض لما يورد الله سبحانه وتعالى عن ذلك( {[9892]} ) .
وقال : لما سأل ( عن ذلك )( {[9893]} ) ليعلم هل من زوجته العاقر يكون ذلك ، أو من غيرها( {[9894]} ) ؟ . وقيل( {[9895]} ) : إنما سأل عن ذلك( {[9896]} ) عن طريق التواضع والإقرار فكأنه يقول : بأي منزلة أستوجب هذا عندك يا رب . . . !
وقيل : إنما سأل : هل يرزق ذلك وهو شيخ وامرأته عاقر ، أو يرد شاباً ، وامرأته كذلك سالمة من العقم ؟ أم يرزقان ذلك على حالتهما ؟ فأجابه الله فقال ( كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) ، أي : يولد العاقر والشيخ فلا يتعذر عليه شيء أراده( {[9897]} ) .
وقيل : إنما سأل لأنه نسي دعاءه بأن يهب له غلاماً( {[9898]} ) ، وكان بين دعائه والبشارة بيحيى أربعين عاماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.