قوله : ( فَنَادَتْهُ المَلاَئِكَةُ )( {[9849]} ) .
قال قتادة وغيره : جبريل ناداه( {[9850]} ) .
وأكثر الناس على أن الجماعة من الملائكة نادوه( {[9851]} ) .
ومن أنَّثَ فلتأنيث الجماعة ومطابقة اللفظ( {[9852]} ) .
ومن ذَكَّر فعلى المعنى ، ولتذكر الجمع( {[9853]} ) .
ومن كسر ( إن ) أجرى النداء( {[9854]} ) مجرى القول( {[9855]} ) .
[ وفي قراءة عبد الله : يا زكريا إن الله ، فهذا يدل على إضمار القول( {[9856]} ) ] .
ومن فتح : أعمل النداء لأنه فعل .
وسمي يحيى بيحيى لأن الله أحياه بالإيمان( {[9857]} ) .
قوله : ( مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ ) ، أي : بعيسى ابن بنت خالته " ( {[9858]} ) .
وقيل : بابن خالته هو( {[9859]} ) .
قال الضحاك وغيره ، كان أول من صدق بعيسى يحيى( {[9860]} ) .
قال ابن عباس : كانت أم يحيى تقول لمريم : إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك ، فذلك تصديقه بعيسى وتقدمه في ذلك ، ويحيى أكبر من عيسى( {[9861]} ) .
وقال أبو عبيدة : ( بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ ) ، أي : بكتاب من الله( {[9862]} ) وأكثر المفسرين على أن الكلمة عيسى( {[9863]} ) .
وسمي كلمة لأن الناس يهتدون به .
ويجوز أن يكون سمي كلمة لأنه من غير ذكر بقوله : " كن " أي : فهذه الكلمة( {[9864]} ) .
والسيد : الشريف في العلم والعبادة( {[9865]} ) .
وقال الضحاك : السيد الحليم التقي( {[9866]} ) .
وقال مجاهد السيد : الكريم( {[9867]} ) .
وقال عكرمة ، وابن زيد : ( السيد )( {[9868]} ) الذي لا يغلبه الغضب( {[9869]} ) ( وَحَصُوراً )( {[9870]} ) ممتنعاً من جماع النساء لا يشتهيهن( {[9871]} ) .
وقيل : الحصور الذي لا يولد له ، وليس له ماء( {[9872]} ) .
وقيل : الهيوب( {[9873]} ) .
وقال ابن عباس : هو الذي لا ينزل الماء( {[9874]} ) .
وقال ابن المسيب : كان يحيى حصوراً معه مثل الهُدْبَة( {[9875]} ) .
وقيل : الحصور هنا هو الذي لا يأتي الذنوب كأنه محصور( {[9876]} ) عنها أي : ممنوعاً منها( {[9877]} ) .
قال مالك : بلغني أن يحيى إنما قتل في امرأة ، وأن بختنصر لما دخل( {[9878]} ) بيت المقدس بعد زمان طويل ، وجد دمه يفور لا يطرح عليه تراب ولا شيء إلا فار فسأل بني إسرائيل عن ذلك فقالوا : لا علم لنا ، هكذا وجدناه ، وأخبرنا آباؤنا بأنهم هكذا وجدوه ، فقال بختنصر : هذا دم مظلوم ، ولأقتلن عليه ، فقتل عليه سبعين( {[9879]} ) ألفاً من المسلمين والكفار ، فهدأ بعد ذلك( {[9880]} ) .
وروي أن امرأة كانت طلبته فامتنع ، فاشتكت إلى صاحبها أنه طلبها فقتله .
وروي أن جباراً من الجبابرة استفتاه : هل يتزوج بنت أخيه ؟ فمنعه من ذلك ، فسعت( {[9881]} ) ابنة أخيه في قتله فقتل بها( {[9882]} ) .
قال ابن شهاب : كان يحيى ابن خالة عيسى( {[9883]} ) وكان أكبر من عيسى . قال مجاهد : كان طعام يحيى العشب ، وإن كان ليبكي من خشية الله ما لو كان القار على عينيه يحرقه ، ولقد كان الدمع اتخذ( {[9884]} ) مجرى في خدِّه( {[9885]} ) .
وقال أبو عبيدة ، الكلمة هنا : الكتاب( {[9886]} ) يعني التوراة( {[9887]} ) ، ولا يجوز أن يكون عيسى كلمة الله على الحقيقة لأنه مخلوق ، وكلمة الله غير مخلوقة( {[9888]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.