وقوله تعالى : { قَالَ رَبِّ أنى يَكُونُ لِي غلام وَقَدْ بَلَغَنِي الكبر } [ آل عمران :40 ] .
ذهب الطَّبَرِيُّ ، وغيره إِلي أنَّ زكريَّا لَمَّا رأى حال نَفْسه ، وحال امرأته ، وأنها ليستْ بحالِ نسلٍ ، سأل عن الوَجْه الذي به يكونُ الغلامُ ، أتبدلُ المرأةُ خِلْقَتَهَا أمْ كيْفَ يكُون ؟
قال ( ع ) : وهذا تأويلٌ حسن لائقٌ بزكريَّاء عليه السلام .
وَ{ أنى } : معناه كَيْفَ ؟ ومِنْ أَيْنَ ؟ وحسن في الآية { بَلَغَنِي الكبر } ، من حيثُ هي عبارةُ وَاهِنٍ منفعلٍ .
وقوله : { كذلك } ، أي : كهذه القُدْرةِ المستغْرَبَةِ قُدْرَةُ اللَّهِ ، ويحتمل أن تكون الإِشارة بذلك إلى حال زكريَّا ، وحالِ امرأتِهِ ، كأنه قال : رَبِّ ، على أيِّ وجه يكونُ لنا غلامٌ ، ونحن بحالِ كذا ؟ فقال له : كما أَنْتُمَا يكونُ لكُمَا الغلامُ ، والكلامُ تامٌّ ، على هذا التأويل في قوله : { كذلك } .
وقوله : { الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } جملةٌ مبيّنة مقرِّرة في النفْسِ وقوعَ هذا الأمْر المستغْرَبِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.