الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (45)

قوله : ( إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ ) الآية [ 45-46 ] معناه : لم تكن يا محمد عندهم إذ يختصمون في أمر مريم من يكفلها حين قالت الملائكة( {[9928]} ) .

وقيل : المعنى وما كنت لديهم إذ قالت الملائكة كذا وكذا إذ يختصمون( {[9929]} ) ، فلم تكن يا محمد عندهم وقت بشارة الملائكة لمريم ، وما قالت وما قيل لها ، فإخبارك به يصحح دعواك في نبوتك .

ومعنى ( بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ) هو بشارته التي بشرت بها مريم .

وقيل : ( بِكَلِمَةٍ [ مِّنْهُ ] )( {[9930]} ) هو قوله ( كُن ) فسماه كلمة لأنه عن كلمته ( كان ) . وقال ابن عباس : الكلمة هو عيسى اسم له( {[9931]} ) . والهاء في ( اسْمُهُ ) تعود على الكلمة لأنها عيسى في المعنى . وفي الظاهر على قول ابن عباس( {[9932]} ) . والمسيح : فعيل : فنقول في مفعول : أصله ممسوح أي : مسحه الله فطهره من الذنوب( {[9933]} ) .

وقيل : مسحه( {[9934]} ) بالبركة( {[9935]} ) .

وقيل : مسح بدهان كانت الأنبياء تمسح به ، فيعلم أنها أنبياء( {[9936]} ) .

وقال النخعي( {[9937]} ) : المسيح الصّدِّيق( {[9938]} ) .

وقيل : سمي المسيح لأنه كان إذا مسح بيده على أهل العاهة أفاقوا كما ذكر الله( {[9939]} ) فيكون فاعلاً غير منقول عن مفعول( {[9940]} ) .

وذكر ابن حبيب عن ابن عباس أنه قال : المسيح تفسيره الملك . وفسره ابن حبيب فقال : سمي ملكاً لأنه ملك إبراء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى ، وغير ذلك من الآيات .


[9928]:- هذا المعنى مبني على أن العامل في (إذ) يختصمون، انظر: معاني الزجاج 1/411، وإعراب النحاس 1/332.
[9929]:- انظر: إعراب النحاس 1/332 وهذا المعنى مردود لأن الاختصام لم يكن عند قول الملائكة. انظر: المحرر 3/86.
[9930]:- ساقط من (د).
[9931]:- انظر: جامع البيان 3/269.
[9932]:- الكلمة مؤنثة وغير مقصود بها الاسم الذي هو بمعنى كذا وكذا وإنما هي بمعنى البشارة فذكرت كنايتها وفي ذلك خلاف، انظر: معاني الأخفش 1/408، وانظر: جامع البيان 3/270، والمحرر 3/86.
[9933]:- انظر: جامع البيان 3/270.
[9934]:- (د): بالبركة بذهن.
[9935]:- انظر: جامع البيان 3/270 الدر المنثور 2/198.
[9936]:- انظر: إعراب النحاس 1/332.
[9937]:- هو أبو عمران إبراهيم بن القيس بن الأسود النخعي توفي 95 هـ تابعي، ثقة، قليل التكلف، تاريخ الثقات 56.
[9938]:- انظر: جامع البيان 3/270.
[9939]:- انظر: المحرر 3/87.
[9940]:- انظر: الكتاب 1/117-3/343، والبحر 2/459.