قوله ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ . . ) ( و )( {[10120]} ) هذا احتجاج على نصارى نجران ، الذين خاصموه في عيسى وقالوا للنبي : بلغنا أنك تذكر صاحبنا ، وتأول( {[10121]} ) أنه عبد ، قالوا له : هل رأيت عيسى ؟ فأنزل الله ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ . . . ) الآية . . أي : خلق هذا من غير ذلك وهذا كذلك .
وقيل : إنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كل إنسان له أب فما شأن عيسى صلى الله عليه وسلم ليس له أب فأنزل الله عز وجل هذه الآية : وقوله ( خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ) ابتداء( {[10122]} ) المماثلة ، وليس بمتصل بآدم صلى الله عليه وسلم إنما هو تبيين قصة آدم صلى الله عليه وسلم ، لأن الماضي لا يكون حالا( {[10123]} ) .
قوله : ( ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) .
قال بعض أهل المعاني : إن هذا الكلام أتى على خبرين منفصلين ، ولو كان على خبر واحد لكان( {[10124]} ) خلقه له من تراب بغير ( كُن ) ويكون خلقه ب ( كُن )( {[10125]} ) بعد خلقه له من تراب ، وليس الأمر كذلك إنما أخبر تعالى أنه خلق آدم عليه السلام من تراب ثم أخبر آخر أنه قال له : ( كُن ) فكان ، أي : قال له : كن خلقاً من تراب فكان ما أراد لأنه خلق من تراب بغير كن ، فما يصنع بقوله تعالى ( لِمَا خَلَقْتُ( {[10126]} ) [ بيَدَيَّ ]( {[10127]} ) ) ، ثم قال له ( كُن ) بعد خلقه له من تراب على ما أراد بعد قوله كن ، ولهذا نظائر كثيرة( {[10128]} ) .
وأبين هذا أن يكون المعنى : قد قدر خلقه من تراب فلما أراد تعالى ذكره إظهار ما قدر قال : ( كُن ) فكان ما قدر بقوله ( كُن )( {[10129]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.