قوله : ( إِنِّي مُتَوَفّيكَ ) قيل هي وفاة نوم( {[10090]} ) .
( وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) في نوم قال ذلك الربيع( {[10091]} ) .
وقيل معناه إني قابضك( {[10092]} ) من الأرض حياً ورافعك إلي ، وذلك أن عيسى لما رأى كثرة من كذبه ، وقلة من اتبعه شكا ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) .
وقال النبي عليه السلام : كيف تهلك أمة( {[10093]} ) أنا في أولها وعيسى في آخرها( {[10094]} ) .
وقال كعب( {[10095]} ) : ( يبعث )( {[10096]} ) عيسى صلى الله عليه وسلم على الأعور الدجال( {[10097]} ) فيقتله ثم يعيش بعد ذلك أربعاً وعشرين سنة ثم يموت ميتة الحي( {[10098]} ) .
وحكي أن الله تعالى أوحى ذلك إلى عيسى صلى الله عليه وسلم مع قوله : ( إِنِّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) .
وقال ابن زيد في قوله : ( تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْْمَهْدِ وَكَهْلاً ) أن كلامه وهو كهل حين ينزل بقتل( {[10099]} ) الدجال( {[10100]} ) .
وقيل معنى( {[10101]} ) ( مُتَوَفّيكَ ) : قابل عملك ومتقبله منك( {[10102]} ) .
وقال ابن عباس ، معنى ( مُتَوَفّيك ) هي وفاة موت ( يعني )( {[10103]} ) بعد نزوله من السماء .
وقال وهب بن منبه : توفي عيسى صلى الله عليه وسلم ثلاث ساعات ثم أحيي( {[10104]} ) ورفع( {[10105]} ) . والنصارى يزعمون( {[10106]} ) أنه توفي سبع ساعات من النهار ، ثم أحياه ورفعه( {[10107]} ) . وقيل : إن الكلام تقديماً وتأخيراً . والمعنى : إني( {[10108]} ) رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ، ومتوفيك بعد ذلك( {[10109]} ) . وذلك إذا نزل لقتل( {[10110]} ) الدجال في الدنيا ، والواو يحسن فيها ذلك( {[10111]} ) .
وروى أبو هريرة أن النبي عليه السلام قال : الأنبياء أخوات لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى لأنه لم يكن بيني( {[10112]} ) [ وبينه ]( {[10113]} ) نبي وأنه خليفتي على أمتي ، وأنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع الخلق ، إلى الحمرة والبياض ، سبط الشعر ، كأن شعره يقطر وإن لم يصبه بلل ، يدق الصليب ، ويقتل الخنزير ويقبض المال ، ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله الملل كلها ، ويهلك الله في زمانه مسيح الضلالة( {[10114]} ) الكذَّاب ، وتقع في الأرض الأمنة حتى ترتع الأسد مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان مع الحيات( {[10115]} ) ، لا يضر بعضهم بعضاً ، يلبث في الأرض [ أربعين سنة ]( {[10116]} ) ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه( {[10117]} ) .
قوله : ( وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا ) : هذا خطاب لعيسى صلى الله عليه وسلم وأمته ، جعلهم الله تعالى فوق اليهود : في النصر والحجة والإيمان بعيسى والتصديق به وقول الحق فيه( {[10118]} ) .
وقيل : هو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم( {[10119]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.