الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ} (61)

قوله : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ ) أي : في عيسى وقيل في الحق الذي ذكر ، ( مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مَنَ الْعِلْمِ ) أي من بعدما بين( {[10132]} ) لك فادعوهم إلى المباهلة ، ومعنى نبتهل أي نجتهد في الدعاء باللعنة( {[10133]} ) ( فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ ) على من كذب في أمر عيسى صلى الله عليه وسلم .

قوله : ( وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) أي : أهل ديننا ودينكم فرضوا بالجزية وبأشياء شرطها عليهم يؤدونها .

وروي أنهم قالوا : نباهلك فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، فلما رأوا ذلك نكصوا( {[10134]} ) وعلموا أن اللعنة عليهم واقعة ، فرضوا بالجزية ولم يباهلوا( {[10135]} ) . وروي أن رئيسهم العاقب قال لهم : قد علمت أنه نبي وما لاعن نبي قوماً فبقي كبيرهم ولا نبت( {[10136]} ) صغيرهم ، فإن فعلتم فهو استئصال ، فوادعوا محمداً وانصرفوا إلى بلادكم فرضوا بالجزية ، وبعث معهم النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح( {[10137]} ) ولم يباهلوه .

قال ابن عباس : لو باهلوه لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا ولداً( {[10138]} ) .


[10132]:- (ب) و(د): يبين.
[10133]:- (أ): باللغة وهو خطأ.
[10134]:- نكص: عن الأمر إذا أحجم عنه ونكص على عقبيه: رجع عما كان عليه. انظر: أساس البلاغة 464 واللسان نكص 7/101.
[10135]:- خرجه الترمذي في أبواب المناقب 5/328 والشفا 2/606.
[10136]:- (ب) و(د): ثبت.
[10137]:- هو أبو عبيدة بن الجراح اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي، توفي 18 هـ أحد السابقين والمبشرين شهد كل الوقائع وهو أمين الأمة. انظر: أسد الغابة 5/205 والإصابة 2/243.
[10138]:- انظر: جامع البيان 3/301.