الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَـَٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (38)

ثم قال تعالى : { فآت ذا القربى حقه }

قال مجاهد وقتادة : هو قريب الرجل ، صلة الرحم له فرض من الله جل ذكره{[54782]} .

وقال مجاهد : لا تقبل صدقة من أحد ورحمه محتاجة{[54783]} .

وقال قتادة : إذا لم تعط ذا قرابتك وتمش إليه برجليك فقد قطعته .

وقيل : القربى هنا قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم{[54784]} : منزلة منزلة قوله تعالى ذكره { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى }{[54785]} فيكون المعنى : فأعط يا محمد ذا القربى منك حقه عليك .

وقوله : { والمساكين وابن السبيل } أي : وفيهم حقهم إن كان يسر ، وإن لم يكن عندك شيء فقل لهم قولا معروفا ، وابن السبيل : الضيف .

ثم قال تعالى : { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } أي : إتيان هؤلاء حقوقهم التي ألزمها الله جل ذكره عباده خير للذين يريدون بما يعطون ثواب الله .

{ وأولئك هم المفلحون } أي : الباقون في النعيم الفائزون .


[54782]:انظر: الجامع للقرطبي 14/35، وفتح القدير 4/227
[54783]:المصدران السابقان
[54784]:المصدران السابقان وهذا القول غير منسوب فيهما أيضا
[54785]:الأنفال: آية 41