الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (33)

ثم قال { يا أيها الناس اتقوا ربكم } أي : اتقوه في قبول طاعته والعمل بمرضاته ، { واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا } يعني : وخافوا يوم القيامة فإنه يوم لا يشفع فيه أحد لأحد إلا بالإيمان والأعمال الصالحة .

{ إن وعد الله حق } أي : إن مجيء هذا اليوم الذي يجازي الناس فيه بأعمالهم حق .

{ فلا تغرنكم الحياة الدنيا } أي : لا يخدعنكم نزهتها ولذاتها فتميلوا إليها ، وتدعوا الاستيعاب لما فيه خلاصكم من عذاب الله تعالى ونعيمكم أبدا .

{ ولا يغرنكم بالله الغرور } أي : ولا يخدعكم بالله خادع فالغرور هو كل ما غر من إنسان أو شيطان . ومن ضم الغين{[55010]} جعله مصدرا{[55011]} .

وقيل : هو أن تعمل المعصية وتتمنى المغفرة قاله ابن جبير{[55012]} .


[55010]:قراءة "الغرور" بالضم عزاها القرطبي إلى سماك بن حرب وأبي حيوة وابن السميقع. انظر الجامع 14/81 وعراها ابن جني في المحتسب 2/173، إلى سماك بن حرب فقط.
[55011]:انظر: الجامع للقرطبي 14/81
[55012]:انظر: جامع البيان 28/87، والمحرر الوجيز 12/271، والجامع للقرطبي 14/81، والدر المنثور 6/530