ثم قال تعالى : { وإذا غشيهم موج كالظلل } أي : وإذا غشي هؤلاء الذين يشركون بالله غيرهم في حال ركوبهم البحر موج كالظلم ، شبه سواد كثرة الماء وتراكب بعضه على بعض بالظلم ، وهي الظلم جمع ظلة .
وقال الفراء : الظل هنا : السحاب{[55006]} .
{ دعوا الله مخلصين له الدين } أي : إذا غشيهم الموج فخافوا الغرق فزعوا إلى الله بالدعاء مخلصين له لا يشركون به هنالك شيئا ، ولا يستغيثون بغيره .
{ فلما نجاهم إلى البر } أي : نجاهم من ذلك الموج والغرق فصاروا في البر .
{ فمنهم مقتصد } أي : في قوله وإقراره بربه ، وهو مضمر للكفر بعد ذلك ، وقال ابن زيد : المقتصد على صلاح من الأمر{[55007]} . وفي الكلام حذف ، كأنه قال : ومنهم كافر بربه الذي نجاه من الغرق . ودل على ذلك قوله : { وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور } أي : وما يكفر بأدلتنا وحججنا إلا كل غدار عنيد . فدل الجحود المذكور على الكفر المحذوف .
وقيل : التقدير ومنهم جائر لأن الاقتصاد ضده الجور ، فدل على ضده ، قال معنى ذلك مجاهد والحسن وقتادة والضحاك/{[55008]} .
والختر عند العرب أشد{[55009]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.