بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (33)

قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الناس اتقوا رَبَّكُمُ } يعني : وحّدوه وأطيعوه { واخشوا } يعني : واخشوا عذاب يوم { يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } يعني : ولا ينفع والد عن ولده . ويقال : لا يقضي والد عن ولده ما عليه { وَلاَ مَوْلُودٌ } يعني : ولا الولد { هو جاز عن والده شيئا } لا يقدر الولد أن ينفع والده شيئاً ، وهذا في الكفار خاصة . وأما المؤمن فإنه ينفع كما قال في آية أُخرى : { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } [ الطور : 21 ] .

ثم قال : { إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ } يعني : البعث بعد الموت كائن ، ولا خلف فيه { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا } يعني : لا يغرّنكم ما في الدنيا من زينتها وزهرتها ، فتركنوا إليها ، وتطمئنوا بها ، وتتركوا الآخرة والعمل لها { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور } يعني : لا يغرنكم الشيطان عن طاعة الله عز وجل . ويقال : كل مضل هو الشيطان . وقال أهل اللغة : { الغرور } بنصب الغين هو الشيطان . وبالضم أباطيل الدنيا .