الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنۡ ءَايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (31)

ثم قال تعالى : { ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله } أي : السفن تجري في البحر بنعمة الله على خلقه . { ليريكم من آياته } أي : من حججه وقدرته فتتعظوا .

وقد قيل : نعمة الله هاهنا الريح التي تجري السفن بها{[55002]} .

{ إن في ذلك لآيات } أي : إن في جري الفلك في البحر لعلامات وحججا على قدرة الله وضعف ما تدعون من دونه .

{ لكل صبار } أي : لكم من صبر نفسه عن محارم الله وشكر على نعمه . قال مطرف : إن من أحب عباد الله إليه الصبور الشكور{[55003]} .

وقال الشعبي : الصبر نصف الإيمان والشكر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله{[55004]} .

وقال قتادة : إن من أحب عباد الله إليه من إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر{[55005]} .


[55002]:انظر: المحرر الوجيز 13/25
[55003]:انظر: جامع البيان 21/84
[55004]:انظر: جامع البيان 21/84 والمحرر الوجيز 13/26، والجامع للقرطبي 14/79
[55005]:انظر: جامع البيان 21/84 والدر المنثور 6/529 ومعاني الزجاج 4/201