ثم قال تعالى : { قل إنما أعظكم بواحدة } أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار من قومك إنما أعظكم بواحدة .
قال مجاهد : " بواحدة " بطاعة الله{[56007]} .
وروى ليث عنه " بواحدة " بلا إله إلا الله{[56008]} .
وقيل : المعنى : إنما أعظكم بخصلة واحدة ، وهي : " أن تقوموا لله مثنى وفرادى " {[56009]} أي : اثنين اثنين وواحدا واحدا فأن بدل من واحدة{[56010]} وهو قول قتادة واختيار الطبري{[56011]} .
قال قتادة : الواحدة التي أعظكم بها أن تقوموا لله{[56012]} .
وقيل : " أن " في موضع رفع على معنى : وتلك الواحدة أن تقوموا لله بالنصيحة وترك الهوى اثنين اثنين وواحدا واحدا ، أي : يقوم الرجل منكم مع صاحبه ويقوم الرجل وحده فيتصادفوا في المناظرة فيقولوا : هل علمتم بمحمد صلى الله عليه جنونا قط ؟ [ هل علمتموه ساحرا قط ؟ ]{[56013]} هل علمتموه كاذبا قط ؟ .
وقيل : مثنى أي : يقوم كل واحدة مع صاحبه فيعتبرا هل علما بمحمد جنونا أو سحرا أو كذبا ؟ {[56014]} .
ومعنى " فرادى " أي : ينفرد كل واحد بعد قيامه مع صاحبه فيقول في نفسه هل علمت بمحمد شيئا من جنون أو سحر أو كذب ؟ فإنكم إذا فعلتم ذلك وتصادقتم علمتم أن الذي ترمونه به من الجنون والسحر والكذب باطل ، وأن الذي أتى به حق ، فاعتبروا ذلك وتفكروا فيه فتعلموا حينئذ أنه نذير لكم لا جنون به .
وقوله : { ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة } أي : تفكروا فيه في أنفسكم فتعلموا إذا أعطيتم الحق من أنفسكم أنه ليس به جنون وأنكم مبطلون في قولكم إنه مجنون .
ثم قال : { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } أي : ما محمد إلا ينذركم على كفركم بالله عقابه .
وروي عن نافع أنه وقف " بواحدة " {[56015]} .
وهو جائز على معنى : وتلك الواحدة أن تقوموا أو هو أن تقوموا ولا يجوز على غير هذا التقدير/ .
والوقف عند أبي حاتم " ثم تتفكروا " {[56016]} .
وخولف في ذلك{[56017]} لأن المعنى : ثم تفكروا هل جربتم على محمد كذبا أو رأيتم به جنة ، فتعلمون أنه نبي{[56018]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.