الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ} (2)

ثم قال تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق } ، أي : أنزلنا إليك القرآن بالعدل .

روى ابن جبير عن ابن عباس أنه قال : فصل القرآن من الذكر ، يعني اللوح المحفوظ . قال : فوضع في بيت العزة في سما الدنيا{[58626]} ، فجعل جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم تنزيلا .

قال سفيان{[58627]} : خمس آيات ونحوها ، ولذلك قال تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }{[58628]} ( يعني نجوم ){[58629]} القرآن .

قال أبو قلابة{[58630]} : نزل القرآن لأربع وعشرين ليلة من شهر رمضان ، والتوراة/ لست ، والإنجيل لاثنتي عشرة{[58631]} .

ثم قال : { فاعبد الله مخلصا له الدين } أي : فاخشع لله بالطاعة وأخلص له العبادة ولا ترائي بها غير الله .


[58626]:(ح): السماء.
[58627]:هو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري الكوفي، التابعي المشهور، أمير المؤمنين في الحديث، توفي سنة 161 هـ. انظر: صفة الصفوة 3/147 ت 443، وحلية الأولياء 6/356 ت 387، ووفيات الأعيان 2/386 ت 266.
[58628]:الواقعة: 78.
[58629]:ساقط من ح.
[58630]:هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي، ثقة، كثير الحديث، وأحد الأئمة الأعلام، روى عن ابن عباس وأبي هريرة، وروى عنه قتادة وخالد الحذاء، انظر: ترجمة في الحلية 2/282 ت 192، وتذكرة الحفاظ 94 ت 85.
[58631]:أخرج أحمد في مسنده 4/107 عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزل التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان).