الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزمر مكية إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي{[1]} قاتل{[2]} حمزة إذ دخل المدينة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيق أن ينظر إليه فتوهم أن الله ، عز وجل لم{[3]} يقبل إيمانه ، فأنزل الله تعالى فيه : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } إلى آخر الثلاث الآيات{[4]} .

قوله تعالى { تنزيل الكتاب من الله } – إلى قوله – { بذات الصدور }[ 1-8 ] .

( تنزيل ) رفع بالابتداء ، والخبر ( من الله ){[58622]} .

ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف ، أي هذا تنزيل الكتاب{[58623]} .

وأجاز الكسائي والفراء نصبه على أنه مفعول به ، أي : اقرؤوا تنزيل واتبعوا كتاب الله تنزيل . وعلى الإغراء مثل : { كتاب الله عليكم }{[58624]} ، أي الزموا كتاب الله{[58625]} .

والمعنى : الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو : من الله العزيز في انتقامه ، الحكيم في تدبيره .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[3]:أ: إذ.
[4]:أ: الاولى والثانية والثالثة.
[58622]:وورد هذا الوجه الإعرابي أيضا في مشكل إعراب القرآن 2/630، وإعراب النحاس 4/3، والمحرر الوجيز 14/57، وجامع القرطبي 15/232.
[58623]:وقال بهذا الوجه أيضا مكي في كتابه مشكل إعراب القرآن 2/630، وجاء كذلك في معاني الزجاج 4/343، وإعراب النحاس 4/3، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/321. والمحرر الوجيز 14/57، وجامع القرطبي 15/232.
[58624]:النساء: 24.
[58625]:انظر: مشكل إعراب القرآن، وفيه أن التقدير الأول للكسائي والثاني للفراء. وانظر: معاني الفراء 2/414، وإعراب النحاس 4/3، وجامع القرطبي 15/232.