قوله : ( وَمَنْ يُّشَاقِقِ( {[13554]} ) الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِمَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى . . ) الآية [ 115 ] .
المعنى : من يباين الرسول من بعدما تبين له أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن ما جاء به الحق ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُومِنِينَ ) أي غير طريقهم ، ومنهاجهم ، وهو التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما [ جاء به ]( {[13555]} ) ( تُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ) أي : نجعل ناصره من استنصر به واستعان به من الأوثان والأصنام( {[13556]} ) .
وقال مجاهد : ( تُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ) : نتركه وما يعبد( {[13557]} ) .
وقيل : نتركه واختياره( {[13558]} ) .
( وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ) أي نجزه بها .
( وَسَاءَتْ مَصِيراً ) أي ساءت جهنم مصيراً ، وهو الموضع الذي يصير إليه .
ونزلت هذه الآية أيضاً( {[13559]} ) في الخائنين الذين تقدم ذكرهم لما أبى التوبة طعمة بن الأُبيرق ، لحق بالمشركين من عبدة الأوثان مرتداً عن الإسلام ، فهو [ من( {[13560]} ) ] الذين شاقوا الرسول من بعد أن كان مؤمناً ، واتبع غير طريق المؤمنين( {[13561]} ) . ورجع إلى عبادة( {[13562]} ) الأصنام ، فقال الله عز وجل : ( تُوَلِّيهِ مَا تَوَلَّى ) .
" وجهنم " : في قول بعض اللغويين اسم مختلق( {[13563]} ) للنار ، لا يعرف( {[13564]} ) له اشتقاق ، ومُنِع من الصرف للتعريف والعجمة( {[13565]} ) .
وقال أكثرهم : هو اسم عربي مشتق من قول العرب : هذه رِكية جهنام( {[13566]} ) : إذا كانت بعيدة القعر ، فسميت النار جهنم لبعد قعرها ، ومنعت من الصرف على هذا القول للتعريف والتأنيث( {[13567]} ) .
ولما مات ابن الأبيرق مقتولاً من أجل السرق الذي سرق بعد ارتداده ، أنزل الله عز وجل ( اِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُّشْرَكَ بِهِ ) إلى قوله : ( فَقَدْ ضَّلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ) معناه : إن الله لا يغفر لطعمة إذ أشرك به ، ومات على شركه ، ولا لمن هو مثله ، ( وَيَغْفِرُ( {[13568]} ) مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَّشَاءُ ) يعني أن طعمة لولا أنه أشرك ومات على شركه لكان في مشيئة الله سبحانه على ما سلف من خيانته ومعصيته .
( وَمَنْ يُّشْرِكْ بِاللَّهِ ) أي : من يجعل له في عبادته شريكاً فقد ذهب عن طريق الحق ، وزال عن قصد السبيل ذهاباً بعيداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.