وقال الشيطان أيضاً : ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ ) أي : عن الحق إلى الكفر ( وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ) أي ولأزيغنهم بما أجعله في نفوسهم من الأماني عن طاعتك ( و( {[13582]} ) ) توحيدك إلى طاعتي .
وقيل : المعنى : أمنيهم طول الحياة وتأخير التوبة مع الإصرار على المعاصي( {[13583]} ) .
( وَلأمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ْاذَانَ الاَنْعَامِ ) أي : لآمرنهم أن يشرعوا غير ما شرعت لهم فأجعلهم يقطعون [ آذان الأنعام ، وهي البَحيرة كانوا يقطعون ]( {[13584]} ) آذانها لطواغيتهم ، وهو دين شرعه لهم إبليس .
والبَحيرة كانت عندهم( {[13585]} ) : الشاة أو الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن شقوا آذانها ، ولم ينتفعوا بها .
والبتك : القطع( {[13586]} ) .
( وَءَلاَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) الآية [ 119 ] .
( قيل : ( {[13587]} ) إخصاء البهائم ، قاله عكرمة( {[13588]} ) وسفيان( {[13589]} ) ) .
وقال ابن عباس : ( فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )( {[13590]} ) دين الله ، قاله مجاهد( {[13591]} ) . وروي عن قتادة والحسن والضحاك ( خَلْقَ اللَّهِ ) الفطرة دين الله( {[13592]} ) .
وقيل : ( فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) هو : الوشم( {[13593]} ) .
وقيل : معنى : ( فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) هو أن الله خلق الشمس والقمر ، والحجارة للمنفعة [ بها ]( {[13594]} ) فحولوا ذلك ، وعبدوها من دون الله( {[13595]} ) .
وكان الطبري يختار( {[13596]} ) قول من قال : المعنى دين الله ، لقول الله تبارك وتعالى : ( فِطْرَتَ اللَّهِ التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) وقوله ( لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )( {[13597]} ) أي : دينه يدل عليه قوله : ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )( {[13598]} ) .
قوله : ( وَمَنْ يَّتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّنْ دُونِ اللَّهِ ) أي : يطيعه في معصية الله سبحانه ( فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً ) أي : هلك هلاكاً ظاهراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.