قوله : ( اَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ يَزْعُمُونَ ) الآية : [ 60-61 ] معناه ألم تعلم بقلبك الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك من الكتاب ، وهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ، وقد أمرهم اله أن يكفروا به : أي : بما جاء به الطاغوت( {[12768]} ) .
والطاغوت كل ما عبد من دون الله عز وجل فهو جماعة ، وهو يذكر ويؤنث ، فإذا ذُكِّر ذهب به إلى [ معنى ]( {[12769]} ) الشيطان وإذا أُنِّث ذُهب [ به ] إلى معنى الألوهية( {[12770]} ) ، وإذا جمع ذهب به( {[12771]} ) إلى [ معنى( {[12772]} ) ] الأصنام( {[12773]} ) .
قال الله في التذكير : ( وَقَدُامِرُوا أَنْ يَّكْفُرُوا بِهِ ) فذكر على معنى الشيطان ، وقيل( {[12774]} ) : هو كعب بن الأشرف .
قال الله جل ذكره : ( اجْتَنَبُوا( {[12775]} ) الطَّاغُوتَ أَنْ يَّعْبُدُوهَا )( {[12776]} ) فأنث على معنى الألوهية . وقال في الجمع : ( أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ )( {[12777]} ) فجمع على معنى : أولياؤهم الأصنام( {[12778]} ) .
قوله : ( يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُّضِلَّهُمْ )( {[12779]} ) أن يضلهم أي : يضل هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن الحق أي : يصدهم عنه .
وروي أن هذه الآية نزلت في رجل من المنافقين دعا رجلاً من اليهود في خصومة كانت بينهما ، فكان المنافق يدعوه إلى اليهود لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة ، واصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن جهينة( {[12780]} ) ليحكم بينهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ، فأنزل الله هذه الآية( {[12781]} ) فقوله : ( يَزْعُمُونَ أَنَّهُمُ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) يعني به المنافق ( وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ ) يعني به اليهود ( يُرِيدُونَ أَنْ يَّتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) وهو الكاهن ( وَقَدُامِرُوا أَنْ يَّكْفُرُوا بِهِ ) أمر هذا في كتابه( {[12782]} ) ، وهذا في كتابه أن يكفروا بالكاهن . وقيل : إنهما رجلان من اليهود تخاصما فدعا أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يدعو إلى الكاهن فمضيا ، فأنزل الله هذه الآية .
وقال ابن عباس : كانت اليهود إذا دعيت إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أبوا ، وقالوا : بل نتخاصم إلى كعب بن الأشرف ، فأنزل الله هذه الآية( {[12783]} ) .
وقوله ( ضَلاَلاً ) مصدر لفعل دل عليه ( يُضِلُّهُمْ ) كأنه فيضلهم ( ضَلاَلاً )( {[12784]} ) مثل : ( أَنْبَتَكُمْ مِّنَ الاَرْضِ نَبَاتاً )( {[12785]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.