ثم قال تعالى : { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } ( لا ) الثانية زائدة للتأكيد{[60409]} .
والمعنى : لا يستوي الإيمان بالله عز وجل ، والعمل بطاعته سبحانه ، والشرك{[60410]} بالله عز وجل والعمل بمعصيته تعالى .
قال عطاء : الحسنة هنا : لا إله إلا الله ، والسيئة الشرك .
ثم قال { ادفع بالتي هي أحسن } أي : ادفع بالحالة التي هي أحسن السيئة . والمعنى : ادفع يا محمد بحلمك{[60411]} جهل من جهل عليك{[60412]} ، وبعفوك إساءة من أساء إليك ، وبصبرك على مكروه{[60413]} من تعدى عليك .
وقال ابن عباس في الآية : أمر الله عز وجل المسلمين بالصبر عند الغضب والحلم والعفو عند الإساءة . فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم حتى يصير كأنه ولي حميم{[60414]} .
وقال مجاهد : معناه : ادفع بالسلام إساءة من أساء إليك ، تقول له إذا لقيته السلام عليكم ، وقاله عطاء{[60415]} .
وعن ابن عباس أيضا أنه قال : هما الرجلان يسب أحدهما الآخر ، فيقول المسبوب للساب : إن كنت صادقا فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك ، فيصير الساب{[60416]} كأنه صديق لك ، قريب منك{[60417]} . والحميم : القريب .
قال المبرد : ( الحميم : الخاص ){[60418]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.