ثم قال تعالى : { وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها } ، أي : وترى يا محمد ذلك اليوم أهل كل أمة ودين جاثية{[62601]} على رُكَبِها مجتمعة ( مستوفرة ){[62602]} من هول ذلك اليوم .
قال مجاهد : جاثية على الركب ( مستوفزين ){[62603]} : وهو قول الضحاك وابن زيد وغيرهما{[62604]} .
وعن مجاهد أن ( الأمة هنا{[62605]} : الواحد ){[62606]} .
ثم قال تعالى : { كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون }{[62607]} أي أهل كل أمة{[62608]} يدعون إلى كتابهم الذي{[62609]} أملت{[62610]} حفظتهم في الدنيا من أعمالهم وألفاظهم ، يقال لهم : اليوم تجزون ثواب أعمالكم في الدنيا ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
فالمعنى : كل يجزى بما تضمنه كتابه من عمله في الدنيا ، وهو مثل قوله : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه }{[62611]} .
ويدل على{[62612]} صحة هذا التفسير قوله بعد ذلك : { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون }{[62613]} .
وقيل معنى الآية : كل أمة تدعى إلى كتابها الذي{[62614]} فرض عليها من حلال وحرام فتجازى بما عملت فيه{[62615]} .
قال ابن عباس : يعرض من خميس إلى خميس ما كتبته{[62616]} الملائكة عليهم السلام من أفعال بني آدم . فينسخ منه ما يُجزى عليه من الخير والشر ، ويُلغى سائره{[62617]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.