ثم قال تعالى : { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا } وقال هؤلاء المشركون ما حياتنا الدنيا التي نحن فيها ، لا حياة وسواها ، تكذيبا{[62576]} بالبعث والجزاء .
قال قتادة : ( هذا قول مشركي العرب ){[62577]} .
وقوله : { نموت ونحيا } أي نموت نحن ويحيى أبناؤنا بعدنا .
وقيل : هو كلام فيه تقديم وتأخير . والتقدير : نحيى ونموت{[62578]} .
وقيل المعنى : نكون أمواتا ، يعني : النطق ، ثم نحيى ، أي{[62579]} : نصير أحياء في الدنيا ثم لا يهلكنا إلا الدهر ، أي : إلا مرور الزمان وطول العمر{[62580]} .
وقيل المعنى : نموت ( ونحيا على قولكم أيها المؤمنون ){[62581]} – على طريق الاستعباد{[62582]} للبعث{[62583]} – بعد الموت ، قاله علي بن سليمان{[62584]} .
وهؤلاء قوم لم يكونوا يعرفون الله فنسبوا ما يلحقهم من الموت إلى الدهر .
وقيل : بل كانوا يعرفون الله سبحانه ، ولكن نسبوا الآفات والعلل التي تلحقهم فيموتون بها{[62585]} إلى الدهر{[62586]} .
جهلوا أن الآفات مقدرة من عند الله عز وجل .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تسبوا الدهر ، فإن الدهر هو الله " {[62587]} .
فيكون معنى نهيه : لا تسبوا الدهر فإن الله هو مهلككم لا الدهر الذي نسبتم ذلك إليه .
وقيل المعنى : لا تسبوا خلقا من خلق الله فيما لا ذنب له ، فإن الله عز وجل هو خالق الدهر . فيكون على حذف مثل { واسأل القرية }{[62588]} .
وقيل معنى ذلك ، فإن الله مقيم الدهر ، أي : مقيم أبدا لا يزول .
ثم قال تعالى : { وما لهم بذلك من علم } أي : وما لهم – بقولهم : لا نبعث – من علم ، إنما ينكرون ذلك ويقولون : ما هي إلا حياتنا الدنيا – تخرصا بغير خبر أتاهم من الله عز وجل . ما هم إلا في{[62589]} ظنون ، أي : في شك من ذلك وحيرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.