الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45)

ثم قال : / { نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار } [ 45 ] أي : نحن أعلم يا محمد بما يقول هؤلاء المشركون {[64987]} من كذبهم على الله سبحانه {[64988]} ، وتكذيبهم بآياته ، وإنكارهم {[64989]} للبعث ، ولست يا محمد [ عليهم ] {[64990]} بمسلط على أن تجبرهم على الإيمان ، إنما أنت منذر {[64991]} .

قال الفراء : " وضع الجبار في موضع السلطان من الجبرية " {[64992]} .

ثم {[64993]} قال مجاهد : وما أنت عليهم بجبار : أي : لست تتجبر عليهم ، وهو معنى قول قتادة {[64994]} . وجبار من أجبرته على كذا ، وحكى أهل اللغة {[64995]} أن العرب لا تأتي بفعال من أفعلت ، إنما تأتي به من فعلت غير حرف ، وأخرجا فعال من أفعلت ، وهو دراك من أدركت {[64996]} ، وهو شاذ {[64997]} .

وحكى عن العرب : جبره على الأمر ، فجبار من هذا {[64998]} .

وقد يقال أجبره بمعنى جبره ، لكن الجبار من جبره مأخوذ {[64999]} .

ثم قال : { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } أي : فذكر يا محمد بهذا القرآن من يخاف وعيدي الذي أوعدته من عقابي .

قال ابن عباس : قالوا يا رسول الله لو خوفتنا ، فنزلت { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } {[65000]} .


[64987]:ع: "المشركين": وهو خطأ.
[64988]:ساقط من ع.
[64989]:ع: "وإنصارهم البعث": وهو تحريف.
[64990]:ساقط من ح.
[64991]:انظر: العمدة 280.
[64992]:انظر: معاني الفراء 3/81، وجامع البيان 26/115، وإعراب النحاس 4/234.
[64993]:ساقط من ع.
[64994]:انظر: تفسير مجاهد 616، وجامع البيان 26/115، وإعراب النحاس 4/234 وابن كثير 26/232. الدر المنثور 7/612.
[64995]:ع: "اللغت" وهو خطأ.
[64996]:ح: (وخرجا فقال من أفعلت وهو إدراك من دارك) وهو تحريف.
[64997]:جاء في اللسان نقلا عن الفراء "لم أسمع فعالا من أفعل إلا في حرفين وهو جبار من أجبرت ودراك من أدركت". راجع ذلك في اللسان 1/394، ومعاني الفراء 3/31، وإعراب النحاس 4/234 وزاد المسير 8/25.
[64998]:انظر: معاني الفراء 3/81، وجامع البيان 26/115، وإعراب النحاس 4/234.
[64999]:انظر: إعراب النحاس 4/234، وتفسير الغريب 419.
[65000]:انظر: جامع البيان 26/115 وتفسير القرطبي 17/28، والدر المنثور 7/613، ولباب النقول 205.