الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (16)

قوله : { ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } [ 15 ] .

أي ألم يحن للذين صدقوا الله ورسوله أن تلين قلوبهم لذكر الله ( وتذل من خشية الله ){[67272]} .

{ وما نزل من الحق } وهو القرآن .

قال ابن عباس : { أن تخشع قلوبهم لذكر الله } ، قال : تطيع قلوبهم{[67273]} .

روي عن ابن مسعود{[67274]} أنه قال : عاتبنا الله بهذه الآية بعد إسلامنا بسبع سنين . وقال غيره بأربع سنين{[67275]} .

وقال قتادة : ذكر لنا أن شداد{[67276]} بن أوس{[67277]} كان يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أول ما يرفع الله{[67278]} من الناس الخشوع{[67279]} .

ثم قال : { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب قبل } يعني : بني إسرائيل ، والكتاب : التوراة والإنجيل .

{ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم } .

والأمد الدهر الذي بينهم وبين موسى عليه السلام{[67280]} .

ثم قال : { وكثير منهم فاسقون } أي : من أهل الكتاب .


[67272]:ساقط من ع، وانظر: تفسير الغريب 453.
[67273]:انظر: جامع البيان 27/131.
[67274]:ع: "ابن عباس".
[67275]:انظر: تفسير القرطبي 17/248، والدر المنثور 8/58.
[67276]:ع: "لشراد" وهو تحريف.
[67277]:شداد بن أوس بن ثابت الخزرجي الأنصاري، أبو يعلي، صحابي من الأمراء ولاه عمر إمارة حمص، ولما قتل عثمان اعتزل، قال أبو الدرداء: لكل أمة فقيه هذه الأمة شداد بن أوس، وله في كتب الحديث 50 حديثا، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن كعب الأحبار، وعنه ضمرة بن حبيب وآخرون. وانظر: حلية الأولياء 1/264، وصفة الصفوة 1/708، والإصابة 2/139، وتهذيب التهذيب 4/315.
[67278]:ساقط من ع.
[67279]:انظر: جامع البيان 27/131، وابن كثير 4/311، والدر المنثور 8/57، والبحر المحيط 8/223، والج
[67280]:ساقط من ع.