الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (2)

ثم قال : { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر } [ 2 ] يعني : بني النضير حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم{[67773]} في منصرفه من أحد ، لأنهم أعانوا المشركين على المسلمين ونقضوا العهد ، فلما ضيق عليهم صالحهم على أن لهم ما حملت الإبل من رحالتهم{[67774]} سوى{[67775]} الحلقة ، والحلقة : السلاح ، وأجلاهم إلى الشام ، وذلك أول الحشر/ [ حشر الناس إلى الشام في الدنيا ثم يحشرون إليها في الآخرة ، فلذلك قال لأول الحشر ]{[67776]} : أي : لأول الحشر في الدنيا إلى أرض الشام ، ومنهم من جلي إلى خيبر ، وبنوا النضير جي من اليهود لم يجلوا قط ، ولكن قضى الله عز{[67777]} وجل عليهم أنهم لابد أن يجلوا من ديارهم{[67778]} . وهو قوله : { ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا } [ 3 ]


[67773]:ع: "عليه السلام".
[67774]:ع، ج: "رحالاتهم".
[67775]:ع، ج: "سوا".
[67776]:ساقط من ح.
[67777]:ساقط من ع، ج.
[67778]:انظر: زاد المسير 8/204، وأسباب: النزول 310، وهي رواية عائشة في الدر المنثور 8/89.