قوله : { تلك القرى نقص عليك من أنبائها } ، إلى قوله : { لفاسقين }[ 101 ، 102 ] .
والمعنى : تلك القرى ، يا محمد ، نقص عليك من أخبارها ، وهو ما تقدم ذكره : من قوم نوح{[24609]} وعاد وثمود{[24610]} وقوم لوط وقوم شعيب ، لتعلم أنا ننصر{[24611]} رسلنا{[24612]} .
ثم قال ( الله{[24613]} ) تعالى : { ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات }[ 101 ] .
أي : ولقد جاءت أهل القرى رسلهم ، بالحجج [ البينات ]{[24614]} .
وقوله : { فما كانوا ليومنوا }[ 101 ] .
أي : فما كان هؤلاء المشركون الذين أهلكناهم ليؤمنوا عند إرسالنا إليهم ، { بما كذبوا من قبل }[ 101 ] ، أي : بما كذبوا يوم أخذ{[24615]} عليهم الميثاق حين{[24616]} أخرجهم من ظهر آدم ، ( عليه السلام{[24617]} ){[24618]} .
قال مجاهد : المعنى : ليس{[24619]} يؤمنوا ، { بما كذبوا من قبل } ، أي : من قبل هلاكهم ، أي : لو ردوا إلى الدنيا بعد هلاكهم لم يؤمنوا بما كذبوا من قبل{[24620]} هلاكهم ، مثل : { ولو ردوا{[24621]} لعادوا لما نهوا عنه }{[24622]} .
وقال الربيع بن أنس : كان في علمه ( عز وجل{[24623]} ) يوم أقروا بالميثاق أنهم{[24624]} لا يؤمنون{[24625]} .
وقال السدي : ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرها ، فلم يكونوا ليؤمنوا الآن حقيقة{[24626]} .
وقوله : { كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين }[ 101 ] .
أي : كما طبعنا على قلوب هؤلاء الذين أهلكوا ولم يؤمنوا ، كذلك نطبع على قلوب المعتدين من أمتك يا محمد ، أي : نختم عليها فلا يؤمنوا لما تقدم في عمله منهم . وهذا إخبار [ من{[24627]} ] الله ( تعالى{[24628]} ) لنبيه ( عليه السلام{[24629]} ) عن قوم من أمته [ أنهم{[24630]} ] لا يؤمنون أبدا ، كما قال لنوح ( عليه السلام{[24631]} ) : { إنه لن يومن من قومك إلا من قد آمن }{[24632]} ، وكما قال لمحمد صلى الله عليه وسلم{[24633]} ، : { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يومنون }{[24634]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.