الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ} (7)

ثم قال تعالى : ( أيحسب أن لم يره أحد )

أي : أيظن هذا القائل ( إني ) {[75838]} أنفقت مالا كثيرا في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم أن لم يره أحد في حال إنفاقه ما يزعم أنه أنفقه ؟ وإنما قال ذلك تندما على أن أنفق . وقيل : قاله افتخارا {[75839]} .


[75838]:ساقط من أ.
[75839]:قيل في بعض الروايات إن الحارث بن عامر بن نوفل كان إذا أذنب استفتى النبي صلى الله عليه وسلم فيأمره بالكفارة، فقال: لقد أهلكت مالاً لبداً في الكفارات والتبعات منذ تبعت محمداً صلى الله عليه وسلم. انظر البحر 8/475. وهذه الرواية تختلف على التي سبقت من حيث إنها تتحدث عن شخص آخر، مع أن الظاهر من الآيات هو الحديث عن شخص واحد. وإنما أوردت هذه الرواية هانا على ما تطرحه من اختلاف، لأني رأيت مكيا يجمع هاهنا بين معنيين: -الأول أنه أنفق في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يناسبه أن يكون مستطيلاً به مفتخراً، وهذا المعنى احتمله الماوردي في تفسيره 4/458. –الثاني: أنه أنفق في الكفارات، وهذا يناسبه أن يكون متندماً.