ثم قال تعالى : { فلا تعجبك أموالهم }[ 55 ] .
أي : لا تعجبك ، يا محمد ، أموالهم ولا أولادهم ، إنما يريد الله ، يا محمد ليعذبهم بها في الآخرة{[28964]} .
وقوله : { في الحياة الدنيا }[ 55 ] ، يريد به التقديم . والمعنى : ولا تعجبك يا محمد ، أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا ، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة ، هذا قول ابن عباس ، وقتادة وغيرهما{[28965]} .
قال الحسن : ليس في الكلام تقديم ولا تأخير ، إنما المعنى : { إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا } ، أي : بما ألزمهم فيها من أخذ الزكاة والنفقة في سبيل{[28966]} الله ، عز وجل ، وهو اختيار الطبري{[28967]} على معنى : أنهم يخرجونها تقية وخوفا ، ويقلقهم عزمها{[28968]} ، ويحزنهم خروجها من أيديهم ، فهي لهم عذاب .
وقال ابن زيد المعنى : { ليعذبهم بها في الحياة الدنيا } ، أي : بالمصائب فيها ، فهي لهم إثم{[28969]} ، والمصائب للمؤمنين أجر{[28970]} .
{ وتزهق أنفسهم وهم كافرون }[ 55 ] .
أي : تخرج وهم على كفرهم{[28971]} .
قال أبو حاتم : { ولا أولادهم }[ 55 ] ، وقف كاف{[28972]} .
فمن قال : في الكلام تقديم وتأخير{[28973]} ، لم يجز الوقف{[28974]} .
ومن قال : ليس فيه تقديم ولا تأخير{[28975]} ، حسن الوقف على : { ولا{[28976]} أولادهم }{[28977]} . و{ في الحياة الدنيا } ، ليس بتمام ؛ لأن { وتزهق } ، معطوف عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.