الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا} (15)

ثم قال تعالى : ( فلا يخاف عقباها )

أي : {[76152]} فلا يخاف الله تبعة {[76153]} دمدمته عليهم . قال قال ابن عباس : " لا يخاف الله من أحد تابعة " {[76154]} .

وقال الحسن : ذلك ربنا لا يخاف منهم تبعة فيما صنع بهم {[76155]} .

وهو قول مجاهد {[76156]} [ فالضمير ] {[76157]} في " يخاف " لله {[76158]} جل ذكره .

وقال الضحاك : معناه : [ فلم يخف الذي عقرها عقبى {[76159]} فعله {[76160]} .

وهو قول السدي {[76161]} . فالضمير في " يخاف " للعاقر .

وقال إبراهيم بن عرفة : من قرأ بالفاء {[76162]} : " فلا يخاف " فالضمير في " يخاف " : الله {[76163]} ، [ لا غيرة ] {[76164]} ومن قرأ : " ولا يخاف " ، بالواو {[76165]} ، فالضمير للعاقر {[76166]} .

وقال غيره : يجوز أن يكون لله أيضا على قراءة من [ قرأ ] {[76167]} بالواو ، فإذا جعلته للعاقر لم {[76168]} تقف على ( فسواها ) وإذا جعلته لله ، وقفت على ( فسواها ) وكذلك [ يقف ] {[76169]} على ( فسواها ) {[76170]} من قرأ بالفاء ، لأن الضمير لله جل ذكره .


[76152]:أ: أي فلا يخاف الله عقباها أي.
[76153]:أ: تبعث.
[76154]:جامع البيان 30/215 وفيه "تبعة" بدل: "تابعة".
[76155]:انظر المصدر السابق، وفيه أنه قول قتادة وبكر بن عبد الله المزني، وانظر تفسير ابن كثير 4/553.
[76156]:انظر تفسير ابن كثير 4/553.
[76157]:م، ث: والضمير.
[76158]:ث: الله.
[76159]:أ: عقب.
[76160]:انظر جامع البيان 30/215 والدر 8/531.
[76161]:انظر المصدرين السابقين.
[76162]:ما بين معقوفتين [فلم يخف – بافاء] ساقط من م.
[76163]:يعني أنه يعود على اسم الله.
[76164]:م، ث: لا لغير، وقد قرأ بالفاء عامة قراء الحجاز والشام في جامع البيان 30/216 ونافع وابن عامر في السبعة: 689 والعنوان: 210.
[76165]:قرأ بالواو عامة قراء العراق في جامع البيان 30/216 وابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي في السبعة: 689.
[76166]:انظر قول ابن عرفة في إعراب النحاس 5/240 والقطع: 778.
[76167]:م، ث: قرأه، ث: قوله.
[76168]:أ: فلا.
[76169]:م: تقف.
[76170]:ساقط من أ.