{ وجعلني مباركا } البركة أصلها من بروك البعير والمعنى جعلني ثابتا في دين الله { أينما كنت } وقيل البركة الزيادة والعلو فكأنه قال : جعلني في جميع الأشياء زائدا عاليا محجا ، وقيل معنى المبارك النفاع للعباد لأنه كان يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويرشد ويهدي وقيل : المعلم للخير وقيل : الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر .
وعن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم قال : جعلني نفاعا للناس أينما اتجهت أخرجه الإسماعيلي في معجمه وأبو نعيم في الحلية .
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : معلما ومؤدبا ، أخرجه ابن عدي وابن عساكر ، وأينما شرطية لا استفهامية وجوابها إما محذوف وإما هو المتقدم عند من يرى ذلك .
{ وأوصاني } أي أمرني { بالصلاة والزكاة } أي بزكاة المال إذا ملكته ، أو تطهير النفس عن الرذائل في الوقت المعين لهما وهو البلوغ أو الآن ، قولان للمفسرين والأول أولى { ما دمت حيا } أي مدة دوام حياتي ، وهذه الأفعال الماضية هي من باب تنزيل ما لم يقع منزلة الواقع تنبيها على تحقق وقوعه لكونه قد سبق في القضاء المبرم .
وقيل : المراد إن الله صيره حين انفصل عن أمه بالغا عاقلا . قال الخازن : وهذا القول أظهر قلت بل أبعد ويحتاج إلى مستند صحيح ثابت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.