البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا} (31)

{ وجعلني مباركاً } قال مجاهد : نفاعاً .

وقال سفيان : معلم خير .

وقيل : آمراً بمعروف ، ناهياً عن منكر .

وعن الضحاك : قضاء للحوائج و { أينما كنت } شرط وجزاؤه محذوف تقديره { جعلني مباركاً } وحذف لدلالة ما تقدم عليه ، ولا يجوز أن يكون معمولاً لجعلني السابق لأن { أين } لا يكون إلاّ استفهاماً أو شرطاً لا جائز أن يكون هنا استفهاماً ، فتعينت الشرطية واسم الشرط لا ينصبه فعل قبله إنما هو معمول للفعل الذي يليه ، والظاهر حمل الصلاة والزكاة على ما شرع في البدن والمال .

وقيل : { الزكاة } زكاة الرؤوس في الفطر .

وقيل الصلاة الدعاء ، و { الزكاة } التطهر .

و { ما } في { ما دمت } مصدرية ظرفية .

وقال ابن عطية .

وقرأ { دمت } بضم الدال عاصم وجماعة .

وقرأ { دمت } بكسر الدال أهل المدينة وابن كثير وأبو عمرو انتهى .

والذي في كتب القراءات أن القراء السبعة قرؤوا { دمت حياً } بضم الدال ، وقد طالعنا جملة من الشواذ فلم نجدها لا في شواذ السبعة ولا في شواذ غيرهم على أنها لغة تقول { دمت } تدام كما قالوا مت تمات ،