الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا} (31)

وقوله : { وجعلني مباركا }[ 30 ] يدل على أن الخير والشر بقدر من الله وقضاء .

قال مجاهد : أي نفاعا معلما للخير{[44193]} حيثما كنت{[44194]} .

وقال محمد بن كعب : لم يبعث الله نبيا إلا أتى على إثره الشدة{[44195]} واحتباس المطر إلا عيسى عليه السلام ، فإنه أتى على إثره الرخاء والمطر ، وأتت البركات بيمينه .

وقيل : معنى ، ( مباركا ) ثابت{[44196]} على دين الله وطاعته أينما كنت لأن أصل البركة الثبات على الشيء ، مأخوذ من بروك البعير .

وروى ابن وهب ، عن مالك بن أنس أنه قال : بلغني أن عيسى ابن مريم انتهى إلى قرية قد خربت حصونها ، وجفت أنهارها وتشعيت{[44197]} شجرها . فنادى يا خراب ، أين أهلك ؟ فلم يجبه أحد ثم نادى ثانية ، فلم يجبه أحد . ثم نادى الثالثة{[44198]} ، فنودي يا عيسى ابن مريم بادوا وتضمنتهم الأرض ، وعادت أعمالهم قلائد في رقابهم{[44199]} إلى يوم القيامة يا{[44200]} عيسى ابن مريم فجد .

وقوله : { وأوصاني بالصلاة }[ 30 ] .

أي : قضى أن يوصيني بذلك .

وقوله : { والزكاة } : هي زكاة الأموال .

وقيل{[44201]} : هي تطهير البدن من الذنوب .

{ ما دمت حيا } أي : وقت حياتي في الدنيا .


[44193]:ز: الخير.
[44194]:انظر: جامع البيان 16/80 و81 وزاد المسير 5/229 وتفسير ابن كثير 3/120 والدر المنثور 4/271.
[44195]:ز: شدة.
[44196]:ز: معناه مباركا ثابتا.
[44197]:شجرة شعواء: منتشرة الأغصان. انظر: اللسان (شعا).
[44198]:ز: ثالثة.
[44199]:ز: أعناقهم.
[44200]:يا سقط من ز.
[44201]:انظر: جامع البيان 16/81.