تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ} (12)

الآية 12 : وقوله تعالى : ( ألا إنهم هم المفسدون ) أخبر تعالى ]{[190]} أنهم ( هم المفسدون ) لما أضمروا من الخلاف لهم والمخادعة والاستهزاء بهم .

وقوله تعالى : ( ولكن لا يشعرون ) [ فيه وجهان :

الأول ]{[191]} : أي أنهم لا يشعرون أن حاصل ذلك لا يرجع إليهم .

والثاني : لا يشعرون أن ما كانوا يفعلون الفساد . فإن كان هذا فهو ينقض قول من يقول بأن الحجة لا تلزم إلا بالمعرفة ، وهو قول الناس لأنه عز وجل أخبر بفساد [ صنيعهم ]{[192]} ، وإن لم يشعروا به ، وهو كقوله [ أيضا ]{[193]} : ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) [ الحجرات : 2 ] ؛ أخبر بحبط الأعمال ، وإن كانوا لا يعلمون .


[190]:- من ط. م.
[191]:- في ط م: الأول، ساقطة من الأصل و ط ع.
[192]:- من ط م و ط ع،، ساقطة من الأصل.
[193]:- من ط م و ط ع،، ساقطة من الأصل.