النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ} (12)

قال : { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ } .

والثاني : أنهم أنكروا بذلك ، أن يكونوا فعلوا ما نهوا عنه من ممالأة الكفار ، وقالوا إنما نحن مصلحون في اجتناب ما نهينا عنه .

والثالث : معناه أن ممالأتنا الكفار ، إنما نريد بها الإصلاح بينهم وبين المؤمنين ، وهذا قول ابن عباس .

والرابع : أنهم أرادوا أن ممالأة الكفار صلاح وهدى ، وليست بفساد ، وهذا قول مجاهد .

فإن قيل : فكيف يصح نفاقهم مع مجاهدتهم{[35]} بهذا القول ؟ ففيه جوابان :

أحدهما : أنهم عرَّضوا بهذا القول ، وكَنُّوا عنه من غير تصريح به .

والثاني : أنهم قالوا سراً لمن خلوا بهم من المسلمين ، ولم يجهروا به ، فبقوا على نفاقهم .


[35]:- في -ك- مهاجرتهم.