تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (7)

الآية 7 : وقوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) روي عن الحسن رضي الله عنه : ( أن للكافر{[173]} حدا ؛ إذا بلغ ذلك الحد ، وعلم الله أنه لا يؤمن ، طبع على قلبه حتى لا يؤمن ) . وهذا فاسد على مذهب المعتزلة لوجهين :

أحدهما : أن مذهبهم أن الكافر مكلف وإن كان قلبه مطبوعا عليه .

والثاني : أن الله عز وجل عالم بكل من يؤمن في آخر{[174]} عمره وبكل من لا يؤمن أبدا ، بلغ ذلك الحد أو لم يبلغ .

فعلى ما يقوله الحسن إبهام ؛ إنه لا يعلم ما لم يبلغ ذلك . والمعتزلة يقولون : إن قوله ( ختم ) و ( طبع ) يعلم علامة في قلبه أنه لا يؤمن كإعلام الكتب والرسائل .

ولكن عندنا [ وجهان :

أحدهما ]{[175]} : خلق ظلمة الكفر في قلبه .

والثاني : خلق الختم والطبع على قلبه إذا [ فعل فِعل الكفر لأن ]{[176]} فعل الكفر من الكافر مخلوق عندنا ، فخلق ذلك الختم عليه ، وهو كقوله ( وجعلنا على قلوبهم أكنة ) [ الأنعام : 25 ] أي خلق الأكنة ، وغيره من الآيات .

والأصل في ذلك أنه ( ختم الله على قلوبهم ) [ لما تركوا التأمل والتفكر في قلوبهم ]{[177]} فلم يقع ، ( وعلى سمعهم ) لما لم يسمعوا قول الحق والعدل خلق الثقل عليه ، وخلق على أبصارهم الغطاء لما لم ينظروا في أنفسهم ولا في خلق الله ليعرفوا زوالها وفناءها وتغير الأحوال ليعلموا أن الذي خلق هذا دائم لا يزول أبدا .


[173]:- من ط م و ط ع، في الأصل: الكفارين
[174]:-من ط م و ط ع، في الأصل: آخره
[175]:- ساقطة من الأصل و ط م و ط ع.
[176]:- من ط م و ط ع، ساقطة من الأصل.
[177]:-من ط م و ط ع، ساقطة من الأصل.