تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ} (14)

الآية 14 : وقوله تعالى : ( وإذا لقوا الذين آمنوا ) يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

[ وقوله تعالى ]{[196]} : ( قالوا آمنا ) أظهروا لهم{[197]} الموافقة في العلانية ، وهم{[198]} يضمرون لهم الخلاف في السر .

[ وقوله تعالى ]{[199]} : ( وإذا خلوا إلى شياطينهم ) قيل فيه بأوجه ؛ قيل : إن شياطينهم ، يعني الكهنة ، سموا بذلك لبعدهم عن الحق ، يقال : شطن ، أي بعد . وقيل : إن كل عات ومتمرد يسمى شيطانا لعتوه وتمرده كقوله : ( شياطين الإنس والجن ) [ الأنعام : 112 ] سموا بذلك لعتوهم وتمردهم ، إذ من قولهم : إن الشياطين ، أصلهم من الجن . وقيل : سموا شياطين لأنه كان مع كل كاهن شيطان يعمل بأمره ، فسموا بأسمائهم ؛ وذلك جائز في اللغة جار ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( قالوا إنا معكم ) قيل : فيه وجهان .

[ أحدهما ]{[200]} : أي معكم في النصر{[201]} والمعونة .

والثاني : [ قولهم ]{[202]} ( إنا معكم ) أي على دينكم لا على دين أولئك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( إنما نحن مستهزءون ) بإظهار الموافقة لهم في العلانية وإظهار الخلاف لهم في السر .


[196]:- من ط ع.
[197]:- من ط م و ط ع،، في الأصل: هم.
[198]:- في النسخ الثلاث: و.
[199]:- من ط ع.
[200]:- في ط م. (الأول) ساقطة من ط ع.
[201]:- في ط م: القصد.
[202]:- في ط ع: قوله، ساقطة من ط م.