الآية 9 : وقوله تعالى ( يخادعون الله والذين آمنوا ) لا يقصد أحد قصد{[179]} مخادعة الله . لكنهم كانوا يقصدون مخادعة المؤمنين وأولياء الله . فأضاف الله عز وجل ذلك إلى نفسه لعظيم قدرهم وارتفاع منزلتهم عند الله ، وهو كقوله ( إن تنصروا الله ينصركم ) [ محمد : 7 ] ، والله لا يحتاج أن ينصر ، ولكن كأنه قال : إن تنصروا أولياء الله ينصركم ، وهو كقوله : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) [ الفتح : 10 ] والله لا يبايع ، ولكن أضاف{[180]} ذلك إلى نفسه لعظيم قدر نبيه وعلو منزلته عند الله تعالى . فكذلك الأول ؛ أضاف مخادعتهم أولياءه{[181]} إلى نفسه لعلو منزلتهم عند الله وقدرهم لديه . والمخادعة هو فعل اثنين كخداع هؤلاء بحضور المؤمنين ، فذلك{[182]} معنى ذكر المفاعلة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وما يخادعون إلا أنفسهم ) [ فيه :
الأول ]{[183]} : أي ما يشعرون أن حاصل الخداع يرجع إليهم في الآخرة .
والثاني : ما يشعرون أن الله يظهر ، ويطلع نبيه ، ما أضمروا هم في قلوبهم / 4-أ/ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.