تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (9)

الآية 9 : وقوله تعالى ( يخادعون الله والذين آمنوا ) لا يقصد أحد قصد{[179]} مخادعة الله . لكنهم كانوا يقصدون مخادعة المؤمنين وأولياء الله . فأضاف الله عز وجل ذلك إلى نفسه لعظيم قدرهم وارتفاع منزلتهم عند الله ، وهو كقوله ( إن تنصروا الله ينصركم ) [ محمد : 7 ] ، والله لا يحتاج أن ينصر ، ولكن كأنه قال : إن تنصروا أولياء الله ينصركم ، وهو كقوله : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) [ الفتح : 10 ] والله لا يبايع ، ولكن أضاف{[180]} ذلك إلى نفسه لعظيم قدر نبيه وعلو منزلته عند الله تعالى . فكذلك الأول ؛ أضاف مخادعتهم أولياءه{[181]} إلى نفسه لعلو منزلتهم عند الله وقدرهم لديه . والمخادعة هو فعل اثنين كخداع هؤلاء بحضور المؤمنين ، فذلك{[182]} معنى ذكر المفاعلة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وما يخادعون إلا أنفسهم ) [ فيه :

الأول ]{[183]} : أي ما يشعرون أن حاصل الخداع يرجع إليهم في الآخرة .

والثاني : ما يشعرون أن الله يظهر ، ويطلع نبيه ، ما أضمروا هم في قلوبهم / 4-أ/ والله أعلم .


[179]:- ساقطة من ط م
[180]:- في ط م: إضافة.
[181]:- من ط م و ط ع، في الأصل: أولياء.
[182]:- من ط ع، في الأصل و ط م: لذلك.
[183]:- في ط م: الأول، ساقطة من الأصل و ط ع