تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَـٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (174)

الآية 174 وقوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ) أي في الكتاب ؛ يحتمل [ هذا ]{[1997]} وجهين : يحتمل : أن كتموا ما في كتبهم من بعث محمد صلى الله عليه [ وعلى آله ]{[1998]} وصفته ، ويحتمل ما كتموا من الأحكام والشرائع من نحو الحدود والرجم وغير ذلك من الأحكام ، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم{[1999]} .

وقوله : ( ويشترون به ثمنا قليلا ) قد ذكرنا تأويل هذا فيما تقدم{[2000]} .

وقوله : ( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ) يحتمل{[2001]} وجهين : يحتمل ( ما يأكلون ) في دنياهم إلا أوجب ذلك لهم في الآخرة أكل النار ؛ ويحتمل ( ما يأكلون ) في دنياهم إلا أكلوا في الآخرة عين النار .

وقوله : ( ولا يكلمهم الله ) ؛ قيل : ( ولا يكلمهم ) بكلام خير ، ولكن يكلمهم بغيره ، كقوله : ( اخسؤوا فيها ولا تكلمون ) [ المؤمنون : 108 ] ، وقيل : ( ولا يكلمهم ) غضبا عليهم ؛ يقال : فلان لا يكلم فلانا لما غضب عليه .


[1997]:- من ط ع.
[1998]:-ساقطة من ط ع.
[1999]:- كان في ذلك في تفسير الآية: 159.
[2000]:- كان ذلك في تفسير الآية: 16.
[2001]:- من ط ع، في الأصل و م: أي.