تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ} (4)

الآية 4 : وقوله تعالى : ( الذين يؤمنون بما أنزل إليك ) يحتمل وجهين :

أحدهما{[166]} : ما أنزل إليك من القرآن .

والثاني{[167]} : ما أنزل إليك من الأحكام والشرائع الني ليس ذكرها في القرآن .

وقوله تعالى : ( وما أنزل من قبلك ) يحتمل وجهين أيضا :

يحتمل{[168]} الكتب التي أنزلت على سائر الأنبياء صلوات الله عليهم .

ويحتمل : الشرائع والأخبار سوى الكتب ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وبالآخرة هم يوقنون ) بمعنى يؤمنون : والإيقان بالشيء العلم به ، والإيمان هو التصديق لكنه إذا أيقن آمن به ، وصدق به لعلمه به لأن{[169]} طائفة من الكفار كانوا على ظن من البعث كقوله ( إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) [ الجاثية : 32 ] ، فأخبر عز وجل عن حال هؤلاء أنهم على يقين ، ليسوا على الظن والشك كأولئك .


[166]:- في النسخ الثلاث: أي.
[167]:في النسخ الثلاث: ويحتمل.
[168]:- في النسخ الثلاث: يعني
[169]:- في ط ع: لأنه