تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَفَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ} (128)

الآية 128 : وقوله تعالى : { أفلم يهد لهم } جميع ما ذكر في القرآن مثل هذا : [ قوله ] {[12488]} { أفلم يهد لهم } [ السجدة : 26 و . . ] [ وقوله ] {[12489]} { أفلم يسيروا } [ يوسف : 109 و . . ] [ وقوله ] {[12490]} { ألم يروا } [ الأنعام : 6 و . . ] وأمثاله . كله أنه قد تبين لهم [ ما ] {[12491]} وراء ذلك ، أي قد بين لهؤلاء أنهم قد وافقوا أولئك الذين أهلكهم من القرون الماضية وما نزل بهم بتكذيبهم الرسل والآيات التي أتوا بها ، وهم آمنون { يمشون في مساكنهم } .

فكيف أمن هؤلاء من عذاب الله وموافقتهم أولئك في جميع صنيعهم ؟ أو يقول : أفلم تتبين لهم سنتي في من كان قبلهم من القرون الماضية بتكذيبهم الرسل وردهم الآيات ، وهم كانوا آمنين في مساكنهم ؟ فكيف أمن هؤلاء من عذابه ، وقد ساووا أولئك في جميع صنيعهم وفعلهم . وهما واحد .

وقوله تعالى : { إن في ذلك لآيات لأولي النهى } قال بعضهم : أولو{[12492]} النهى هم الذين انتهوا عما نهاهم الله عنه ، وهم ذَوُو العقول . وقد ذكرنا هذا في غير موضع .


[12488]:ساقطة من الأصل و م.
[12489]:ساقطة من الأصل و م.
[12490]:ساقطة من الأصل و م.
[12491]:ساقطة من الأصل و م.
[12492]:في الأصل و م: لأولى.