تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

الآية 97 : وقوله تعالى : { واقترب الوعد الحق } [ قوله : { واقترب } أي وقع ، ووجب { الوعد الحق } ]{[12818]} لأنه قد أخبر من قبل هذا الوقت أنه قد اقترب بقوله : { اقتربت الساعة } [ القمر : 1 ] وقوله{[12819]} : { اقترب للناس حسابهم } [ الأنبياء : 1 ] وهو كقوله : { إن رحمة الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] ليس على القرب ولكن على الوجوب .

فعلى ذلك الأول يحتمل أن يكون إخبارا عن الوقوع والوجوب . وجائز أن يكون على القرب أيضا ، ويكون وجوبها ووقوعها في قوله : { فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا } وقوله{[12820]} : { إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } [ إبراهيم : 42 ] وقوله{[12821]} : { مهطعين إلى الداع } الآية [ القمر : 8 ] .

وقوله تعالى : { يا ويلنا } أي يقولون : { يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا } كأنهم تذاكروا في ما بينهم أنا { قد كنا في غفلة من هذا } ثم تداركوا أنهم لم يكونوا في غفلة ، ولكن قالوا : { بل كنا ظالمين } في ذلك ضالين . اعترفوا بالظلم والضلال .


[12818]:من م، ساقطة من الأصل.
[12819]:في الأصل و م: و.
[12820]:في الأصل و م: كقوله.
[12821]:في الأصل و م: كقوله.