تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ} (2)

الآية 2 : وقوله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } قال بعضهم : { محدث } محكم أحكمه من أن يأتيه الباطل من بين يديه أو{[12536]} من خلفه ، وأحكمه لما أعجز الخلق عن أن يأتوا بمثله .

وقال بعضهم : { محدث } لأن الله أنزل هذا القرآن بالتفاريق ، وأحدث إنزاله في كل وقت على قدر الحاجة .

فعلى ما نزل بالتفاريق أحدثوا هم ؛ أعني الكفرة تكذيبه ورده على ما ذكر { فزادتهم رجسا إلى رجسهم } [ التوبة : 125 ] ونحوه . فهو محدث من الوجوه التي ذكرنا ، لأن كل موصوف بالإتيان فهو محدث .

وقوله تعالى : { إلا استمعوه وهم يلعبون } دل قوله : { إلا استمعوه وهم يلعبون } أن استماعهم إياه استماع استهزاء به .


[12536]:في الأصل و م: ولا.