تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (82)

[ الآية 82 ] وقوله تعالى : { وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس } كانوا تمنوا أن يعطوا مثل ما أعطي قارون{[15603]} { يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون } .

[ قال بعض أهل الأدب : وي صلة ، وإنما هو كأن وكأنه . وقال مقاتل : ويكأنه أي لكنه{[15604]} ، وقال بعضهم : { ويكأن الله } أي اعلموا { الله يبسط الرزق لمن يشاء } { ويكأن } ]{[15605]} واعلموا أنه { لا يفلح الكافرون } لكن الله يبسط الرزق لمن يشاء ، ولكنه لا يفلح الكافرون .

وقال بعضهم : ألم تر أن يبسط الرزق ؟ وألم تر أنه لا يفلح كذا ؟

وقال الزجاج : وي مقطوع من كأن ، وهو حرف يفتتح به التندم . ثم ابتدأ بقوله : كأنه لا يفلح الكافرون .

ثم في الآية دلالة نقض قول المعتزلة في وجوب الأصلح على الله لأنهم منة الله في منعه إياهم ما تمنوا بالأمس مما أوتي قارون . فلو كان ما أعطي قارون أصلح له في دينه لم يكن في منعه عن هؤلاء منة .

دل أن ما أعطى قارون لم يكن أصلح له ، وأن ليس على الله حفظ الأصلح للعباد في الدين .


[15603]:- إشارة إلى قوله تعالى: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} [القصص:79].
[15604]:- أدرج بعدها في م: ويكأن.
[15605]:- من م، ساقطة من الأصل.