تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

الآية 19 وقوله تعالى : { أشحة عليكم } قال عامة أهل التأويل : أي بخلاء على الإنفاق عليكم ، أي لا ينفقون عليكم ولو( {[16540]} ) على سبيل الخير ، والله أعلم .

وقال بعضهم : الشح أيضا ، هو الحرص ؛ يقول : { أشحة } أي حراصا على قسمة الغنيمة ؛ يخبر عن حرصهم في الدنيا وركوبهم إليها وميلهم فيها .

ثم أخبر عن خنسهم وفشلهم وشدة خوفهم ، وهو ما قال : { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت } يخبر أنهم لخنسهم وفشلهم يصيرون { كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } يخبر عن شدة حرصهم في قسمة الغنيمة ورغبتهم فيها أنهم أشح قوم وأسوؤهم مقاسمة ؛ يقولون : أعطوا ، ما أعطونا ، قد شهدنا معكم كقوله : { ألم نكن معكم } [ النساء : 141 ] ونحوه .

وقوله تعالى : { أشحة على الخير } قال بعضهم : هذا قولهم : أي إنا أشح منكم على رسول الله وعلى دينه ، وأضن منكم على الخير ، أي نحن أحرص عليه منكم . وقال بعضهم : { أشحة على الخير } إي حراصا على الغنيمة والنيل منها .

ثم أخبر عنهم وعن خلافهم له حين( {[16541]} ) قال : { أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم } التي عملوها في الظاهر { وكان ذلك على الله يسيرا } أي صنعهم الذي صنعوا على الله يسيرا أي لا يضره .

وقال بعضهم : إحباط( {[16542]} ) أعمالهم وتعذبيه إياهم مع كثرة أتباعهم وأعوانهم على الله [ يسير أي لا ]( {[16543]} ) يشتد عليه ، ولا يصعب ، والله أعلم .


[16540]:في الأصل وم: ولا.
[16541]:في الأصل وم: حيث.
[16542]:في الأصل وم: حبط.
[16543]:من م، في الأصل: يسيرا ألا.