تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

الآية 22 وقوله تعالى : { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله } حين( {[16553]} ) أخبرهم أنكم ستلقون كذا في قوله : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء } [ البقرة : 214 ] ، قالوا لما عاينوا ما وعدلهم { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } في ما أخبرنا من الوحي قبل أن يكون وقبل أن نلقاه { وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } [ أي وما زادهم ] ( {[16554]} ) ما رأوا ، وعاينوا ، في ما وعدوا ، وأخبروا( {[16555]} ) إلا إيمانا وتصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وعده وخبره .

وقال قائلون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد لهم ، وأخبر أن يوم الخندق يكون من الأحزاب كذا والجنود كذا ، وأنكم ستلقون يومئذ كذا . فلما رأوا ذلك ، وعاينوه ، قالوا عند ذلك : { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } وتصديقا لرسول الله لأن ذلك آية وحجة لرسالته ، فهو يزيدهم تصديقا له .

وقوله تعالى : { وتسليما } أي تسليما لأمر الله وتفويضا له . وقيل : { وما زادهم } بما أصابهم يوم الخندق { إلا إيمانا } وتصديقا إلى تصديقهم الأول ويقينا إلى يقينهم الأول { وتسليما } لأمر الله ذلك لأن الأمر كان قضاء ، عليه( {[16556]} ) أن يصيبهم . فسلموا لله أمره ، وصبروا عليه . وأصله ما ذكرنا ، والله أعلم .


[16553]:في الأصل وم: حيث.
[16554]:من م، ساقطة من الأصل.
[16555]:في الأصل وم: أخبر.
[16556]:في الأصل وم: عليهم.