الآيتان ( 34 و35 ) وهو قوله تعالى : { وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجّرنا فيها من العيون } {[17429]} ذكر في آخره : { أفلا يشكرون } رب هذه النعم كلها ؟
[ ويحتمل ]{[17430]} أن يكون وجه الدلالة فيه من وجه آخر ، وهو أنه لما أنشأهم ، وعلم ما يصلُح لهم من الغذاء وما لا يصلح لهم وما يكون لهم من غذاء وما لا يكون قبل أن يُنشئهم ، دل أنه عالم بذاته قادر لا يعجزه شيء ، ولا يخفى عليه شيء . أو أن يكون لما أنشأ هذه الأشياء التي ذكر لهم لا يحتمل أن يتركهم سدى ، لا يمتحنهم بشيء ، ولا يأمرهم بشيء ، ولا ينهى عن شيء . فإن ثبتت المحنة ثبت البعث ، وظهر الثواب والعقاب .
وفي قوله : { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا } إلى آخر ما ذكر من أنواع الفواكه والثمار وغيرها آية الوحدانية له والألوهية ، ودلالة الجود والكرم له ليرغبوا فيه ، ويطمعوا منه ، ودلالة العدل له والسلطان ليهابوه ، ودلالة البعث لما ذكرنا ، ودلالة أن هذه النّعم منه ليشكروه حين{[17431]} قال في آخره { أفلا يشكرون } والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.